ماذا تفعل البلديات، لترشيد استهلاك الغاز؟
خفض استهلاك الكهرباء والغاز بنسبة 20 في المائة على الأقل - لا توجه الحكومة الاتحادية هذا النداء إلى المستهلكين على الصعيد الشخصي فقط، بل وإلى المدن والبلديات أيضًا،فهي المسؤولة عن المنشآت العامة مثل دوائر شؤون المواطنين، والمدارس، وإنارة الشوارع والميادين، والنقل العام داخل المدن، وتشغيل الأماكن الترفيهية مثل حمامات السباحة.لذلك يجب على البلديات إيجاد طرق للتقليل من استهلاك الطاقة بدون تعريض أمن وصحة المواطنين للخطر، أو تقليص العروض بصورة كبيرة.لقد قامت مدن كثيرة بالفعل في السنوات الماضية باتخاذ إجراءات لخفض استهلاكها للطاقة، مثل تجهيز المنشآت العامة بأنظمة طاقة شمسية، وتحسين أنظمة التدفئة، وتعديل أنظمة الإضاءة.
خفض درجة حرارة الغرف في المنشآت العامة
بناء على الوضع الحالي يُزمَع في أماكن كثيرة بذل جهود لتوفير الطاقة، وإعداد فرق أزمات طاقة.وقد قام اتحاد المدن والبلديات الألماني بالفعل في نهاية شهر يونيو/حزيران بإعداد قائمة بإجراءات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، تستطيع البلديات من خلالها توفير الغاز والكهرباء.
في منطقة الرور سيتم مع بداية موسم التدفئة خفض درجات الحرارة في بلديات كثيرة، وتقليل التدفئة في أماكن الإدارات والمدارس ومنشآت عامة أخرى عما كانت الحال عليه في السنوات الماضية.لقد أعلنت مدينة دورتموند بالفعل:بداية من شهر أكتوبر/تشرين الأول ستتم تدفئة المكاتب إلى 19 درجة سيليزية وغرف الدراسة بالمدارس إلى 20 درجة على الحد الأقصى.كما ستقوم بلديات كثيرة بضبط أوقات التدفئة على أوقات الدوام والدراسة، بينما سيتم خفض درجة الحرارة إلى 17 درجة سيليزية في الأوقات غير الاعتيادية.في حالة خفض درجة الحرارة أكثر من ذلك ستنخفض درجة حرارة المباني بشكل زائد عن اللازم، وسيؤدي ذلك إلى استهلاك عال للطاقة عند إعادة التدفئة للوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة.
توفير، لكن ليس على حساب الأمان
ينصح اتحاد المدن والبلديات بإتاحة إمكانية العمل بالبيت لموظفي إدارات المدن قدر الإمكان.بالطبع يستهلك العمل بالمنزل كهرباء أيضًا، لكن في هذه الحالة ستسقط تكاليف الانتقال.توصلت مدينة فيزل بناءً على حساباتها المُسبقة إلى أن عمل 120 موظفًا بالبيت سيوفر في المجموع ما يقرب من 10000 كيلومتر انتقال أسبوعيًا.
توجد إمكانيات أخرى للتوفير من خلال الإنارة:تقوم دائرة فيزل مثلاً باستبدال العديد من وحدات الإضاءة التقليدية بوحدات إضاءة ليد (LED). كماتوقفت مدينة إسِن بالفعل منذ شهر أغسطس/آب عن تسليط الأضواء على المباني الكبيرة، بما في ذلك الكنيس اليهودي والنصب التذكاري لمنجم فحم اتحاد الجمارك، المُسمى بـ تسشه تسولفرأين (Zeche Zollverein) ومسرح غرِلّو (Grillo-Theater).كما ينص كتالوج إجراءات اتحاد المدن والبلديات على إطفاء بعض إشارات المرور الضوئية وتقليص إضاءة الشوارع، إن أمكن ذلك من الناحية التقنية الأمنية.من خلال مثال الإنارة تتضح حدود إمكانيات التوفير:فقد قامت بعض المدن بالفعل بخفض الإنارة ليلاً إلى الحد الأدنى، ولذلك لم يعد لديهم مجال لفعل المزيد.
وضع الجائحة يجعل التوفير أصعب:إن افترضنا على سبيل المثال جعل أجهزة تقنيات هواء الغرف بالمباني العامة تعمل على نفس وتيرة ما قبل الجائحة، فسيمكننا من خلال ذلك توفير كثير من الكهرباء.ينطبق هذا أيضًا على أجهزة تنقية الهواء المتنقلة.تتوقف إمكانية القيام بذلك على أعداد حالات العدوى في الخريف والشتاء.
قيود على حمامات السباحة وأسواق أعياد الميلاد
لقد تم مبكرًا بالفعل تحديد مجال الترفيه كأول القطاعات التي ستتأثر بإجراءات التوفير.يسري ذلك بالطبع أيضًا على الصالات الرياضية وحمامات السباحة، التي تقوم البلديات بتشغيلها، وقد بدأ التطبيق بالفعل في أماكن كثيرة، حيث قام حمام سباحة عوالم المياه أو فاسَرفِلتِن (Wasserwelten) بمدينة بوخوم مثلاً بخفض درجة حرارة الماء بحوض السباحة درجتين.حسب نظام بناء الحمامات يبلغ الحد الأدنى المسموح به بالنسبة لدرجة الحرارة 24 درجة.
بالإضافة إلى ذلك يمكن على الأقل تخفيض درجة حرارة المدافئ في صالات الألعاب الرياضية، حيث ينص قانون تأمين الحوادث العام على السماح بوصول درجة الحرارة بهذه الأماكن إلى 17 درجة.وقد كان بالفعل دُش ما بعد الرياضة باردًا في الصيف في مدن كثيرة.لكن لا يمكن تنفيذ إجراءات التوفير هذه في قطاعات الترفيه بدون استثناءات،حيث لا يُسمح بانخفاض درجة الحرارة عن المُحتمل في دورات سباحة الأطفال حديثي الولادة، أو دورات الألعاب الرياضية للأم والطفل، أو رياضة كبار السن.من الممكن أن تغلق البلديات التي تمتلك حمامات سباحة عديدة بعض هذه المنشآت في حالة ارتفاع نقص الغاز.
بازدياد وطأة ضغط إجراءات التوفير يمكن أن ترى البلديات نفسها مُجبَرة على إلغاء فعاليات، طال انتظار المواطنين لها.لذلك أعلنت الشركة ذات المسؤولية المحدودة القائمة على الفعاليات بمدينة بوخوم (Bochumer Veranstaltungs-GmbH) التخلي عن صالة أيس-صالون (Eis Salon)، وهي صالة تزلج على الجليد عملاقة، توجد بما يسمى بقاعة القرن، أو يارهُندَرت-هَلِّه (Jahrhunderthalle).في مقابل ذلك لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار نهائي بالبلديات فيما يتعلق بسوق أعياد الميلاد- على الأقل أعلنت مدينة دورتموند أنه من المُزمع إقامة سوق أعياد الميلاد وإضاءة أكبر شجرة أعياد ميلاد بالعالم، التي تمثل أحد عوامل جذب الزائرين الأساسية.السبب:في عام 2018 تم بالفعل تعديل الإضاءة إلى تقنية الليد (LED) من أجل حماية المناخ.